لا تبيع آخرتك بدنيا غيرك

بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

إِنَ
الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله
مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا
مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله
وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ
وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ
، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً
.. أمْا بَعد ...

[b]لا تبيع آخرتك بدنيا غيرك

كان عبد الرحمن بن مالك الأشجعي كلما أراد الجهاد قامت إليه زوجته وولده يقولون له:

إلى من تتركنا، وكيف لو أصابك مكروه ، وكيف لنا العيش من بعدك؟

فيرق لحالهم ويقعد عن الجهاد .

فأنزل الله قوله:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [ سورة التغابن 14]

وقال تعالي:

﴿أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال 28 ]

قال الشيخ السعدي رحمه الله: «ولما
كان العبد ممتحنا بأمواله وأولاده، فربما حمله محبة ذلك على تقديم هوى
نفسه على أداء أمانته . فإن كان لكم عقل ورَأْيٌ، فآثروا فضله العظيم على
لذة صغيرة فانية مضمحلة، فالعاقل يوازن بين الأشياء، ويؤثر أولاها
بالإيثار، وأحقها بالتقديم».

وقال تعالى:

﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ﴾ [ سورة المنافقون 9]

«أمر
تعالى عباده المؤمنين بالإكثار من ذكره، فإن في ذلك الربح والفلاح،
والخيرات الكثيرة، وينهاهم أن تشغلهم أموالهم وأولادهم عن ذكره، فإن محبة
المال والأولاد مجبولة عليها أكثر النفوس، فتقدمها على محبة الله، وفي ذلك
الخسارة العظيمة، ولهذا قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ أي: يلهه ماله وولده، عن ذكر الله ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ للسعادة الأبدية، والنعيم المقيم، لأنهم آثروا ما يفنى على ما يبقى». [تفسير السعدي] .

كذلك من أمثلة من باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم من يشهدون الزور ..

يقول تعالى:

﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً﴾ [الفرقان72].

ويقول تعالي:

﴿َاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ [الحج30].

ويقول عز وجل:

﴿َوَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً﴾ [المجادلة 2].

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

(ألا
أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ . قُلنا : بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، قالَ:
الإشراكُ باللَّهِ ، وعقوقُ الوالدينِ - وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ -
ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ
الزُّورِ . فما زالَ يقولُها ، حتَّى قلتُ : لا يسكتُ) صحيح البخاري 5976 عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة .

فشهادة الزور من أكبر الكبائر لما فيها من الظلم وتمكين الباطل وإهدار الحقوق .

وفي صحيح الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (منِ
التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ ، ومنِ
التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«والسعادة في معاملة الخلق أن تعاملهم لله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله، وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله».

وفي صحيح أبي داود عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال:

(علَّمني رسولُ صلَّى عليْهِ وسلَّمَ كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ) منها .. (... وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ)

كان
عمر بن هبيرة واليا للعراق فقال كلاماً يرضي به الخليفة يزيد بن عبد الملك
.. فطلب عمر بن هبيرة الحسن البصري رحمه الله يحتاج موعظته .. فقال له الحسن رحمه الله:
«يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله .. واعلم أن الله عز
وجل يمنعك من يزيد وأن يزيد لا يمنعك من الله .. يا ابن هبيرة إنك إن تك مع
الله تعالى وفي طاعته يكفك بائقة يزيد في الدنيا والآخرة .. وإن تك مع
يزيد في معصيته فإن الله يكلك إلى يزيد .. واعلم يا ابن هبيرة أنه لا طاعة
لمخلوق كائنا من كان في معصية الخالق عز وجل».

يقول ابن رجب رحمه الله:

«فمن
تحقق أن كل مخلوق فوق التراب فهو تراب .. فكيف يقدم طاعة من هو تراب على
طاعة رب الأرباب ؟ .. أم كيف يرضى التراب بسخط الملك الوهاب ؟ .. إن هذا لشيء عجاب». [تيسير العزيز الحميد ص436 ].

قال تعالي: ﴿وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾ [الأحزاب 37]. وقال تعالي : ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [التوبة 13]. فلا تكن ممن يخشي الناس ويسعي لرضاهم وجلب محبتهم علي خشية الله ورضاه ومحبته فيقع عليك قول الله تعالي: ﴿وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾ [الحج 18].

[/b]

شکرا لک علی المساهمة الجمیلة والمفیدة للزوار والاعضاء ,
وبارک الله فیک اخی ,
وتقبل مروری ,
وشکرا .

شگرآ لگ ع آلموضوع آلچميل

چزآگ آلله گل خير

لآتحرمنآ من چديدگ

شكرا لك اخي الكريـــــــــــــــــــــــــــم

شكرا ع الموضوع اخي و تسلم اناملك و بانتظار جديدك و باذن لله راح انتابعك جزاك لله كل خيرا
اخوكم نادر

يعطيك ربي الف مليون عافية

موضوع رائع كروعتك

تحياتي لك ولشخصك الكريم

جعله في ميزان حسناتك يارب

دووووووم يارب هالابدآع والتميز

تسسسسسسسسسلم اياديك

الله لايحرمنا منك ومن مواضيعك الرائعة